العربية

كرم حرس شباب البلاشفة اللينينيين في روسيا تروتسكي في ذكرى اغتياله

نُشرت هذه المقالة في الأصل باللغة الإنجليزية في 25أغسطس /آب 2022

في 21 أغسطس ، عقد مولودا غفارديا بولشفيكوف لينينيتسيف (حرس شباب البلاشفة اللينينيين ، YGBL) اجتماعات في سانت بطرسبرغ ومدينة تشيليابينسك بغرب سيبيريا لإحياء الذكرى 82 لاغتيال ليون تروتسكي ، القائد المشارك جنباً إلى جنب مع فلاديمير لينين في تنظيم الثورة الروسية عام 1917. تعرض تروتسكي للهجوم من قبل عميل ستاليني في 20 أغسطس 1940 في مقر إقامته في كويواكان بالمكسيك وقضى نحبه في اليوم التالي.

في سانت بطرسبرغ (لينينغراد سابقاً) ، اجتمعوا في مارس فيلد ، في موقع دفن مئات شهداء الثورة وفي تشيليابينسك ، حيث التقى أعضاء YGBL في فترة ما بعد الظهر ، ووضعوا الزهور أمام صورة ليون تروتسكي، التي وُضعت تحت تمثال نصفي لفلاديمير لينين القائم في الميدان القرمزي. لقد فعلوا ذلك لغرض صريح وهو 'التأكيد على انتماء تروتسكي إلى لينين ، سواء في آرائه أو في أفعاله'. 

تمت قراءة الخطاب أدناه ، الذي أعلنت فيه YGBL التزامها بالتروتسكية ودعمها للجنة الدولية للأممية الرابعة ، في الاحتفال بذكرى.

ضربة هذا الجلاد ، التي وجهتها البيروقراطية التيرميدورية ، التي ارتاحت على عرش بورجيا الباذخ في الكرملين ، كان الاغتيال ذروة الإبادة السياسية وهي إبادة جماعية ضد الطليعة الثورية الماركسية للطبقة العاملة.

لم يكن تأثير إرهاب ستالين على مصير الاتحاد السوفيتي والاشتراكية العالمية أقل من كارثي ومازالت  الطبقة العاملة تكافح عواقب ثورة ستالين المضادة.

لم يضع اغتيال تروتسكي نهاية للعمل السياسي للحركة العالمية التي أسسها. إذ إن الأممية الرابعة ، كما تبين ، عاشت لترى انهيار نظام ستالين ، بطبيعة الحال فأن الاغتيال لم يمح تروتسكي من التاريخ. بينما يدرس المؤرخون ويفسرون القرن العشرين ، تشرق شخصية ليون تروتسكي. قلة من الأرواح الأخرى عكست نضالات وتطلعات ومآسي القرن الماضي بعمق ونبل مثل تروتسكي.

قبل وفاته بثلاث سنوات ، في محادثة مع صحفي أمريكي متشكك ، أوضح تروتسكي أنه لم ير حياته على أنها سلسلة من الأحداث المحيرة والمأساوية في نهاية المطاف ، ولكن كمراحل مختلفة في المسار التاريخي للحركة الثورية. كان صعوده إلى السلطة في عام 1917 نتيجة للصعود الثوري للطبقة العاملة. لمدة ست سنوات ، اعتمدت سلطته على العلاقات الاجتماعية والسياسية التي أنشأها هذا الهجوم. نشأ تراجع الحظوظ السياسية الشخصية لتروتسكي من تراجع مدّ الموجة الثورية.

قد فقد تروتسكي السلطة ليس لأنه كان سياسياً أقل خبرة من ستالين ، ولكن لأن القوة الاجتماعية التي قامت عليها سلطته - الطبقة العاملة الروسية والدولية - كانت في حالة تراجع سياسي. كان استنزاف الطبقة العاملة الروسية بعد الحرب الأهلية ، وتنامي القوة السياسية للبيروقراطية السوفيتية ، والهزائم التي عانت منها الطبقة العاملة الأوروبية ، وخاصة في ألمانيا ، عوامل حاسمة في نهاية المطاف في إزاحة تروتسكي عن السلطة.

جاءت وفاة تروتسكي في ذروة الفاشية والثورة المضادةالستالينية. بحلول عام 1940 ، تم تصفية جميع رفاق تروتسكي القدامى تقريباً في الاتحاد السوفيتي. كل أطفال تروتسكي الأربعة ماتوا. وتوفيت ابنتاه الكبرى قبل الأوان نتيجة المشاق التي سببها اضطهاد والدهما. وقُتل ابنان ، سيرجي وليف ، على يد نظام ستالين.

التاريخ ، كما لوحظ في كثير من الأحيان ، هو الساخر الأعظم فعلى مدى عقود من الزمان ، ادعى الستالينيون أن تروتسكي سعى إلى تدمير الاتحاد السوفيتي ، وأنه تواطأ مع الإمبرياليين لتفكيك الاتحاد السوفيتي. وبالاستناد إلى هذه الجرائم المزعومة ، حكم على تروتسكي بالإعدام غيابياً من قبل النظام السوفيتي. لكن في النهاية ، كانت البيروقراطية السوفيتية ، كما حذر تروتسكي بذكاء ، هي التي قضت على الاتحاد السوفيتي.

تم تصميم تحقيق اللجنة الدولية في اغتيال تروتسكي للكشف عن المدى الكامل للمؤامرة الستالينية ضد الأممية الرابعة ، و كذلك ، لفضح الطبيعة الستالينية المعادية للثورة التي لا تنفصم ضد الطبقة العاملة.

تم إجراء هذا التحقيق في مواجهة مقاومة هستيرية من جميع المنظمات البابلوية ، التي رأت أن فضح جرائم الستالينية انتكاسة سياسية خطيرة لجهودها في القضاء على الحركة التروتسكية والمصالحة سياسياً مع المنظمات الستالينية.

كان البابلويون غاضبين بشكل خاص من كشف عملاء ستالين ، وكثير منهم ما زالوا على قيد الحياة ، وفي بعض الحالات ، كانوا نشطين داخل المنظمات البابلوية ، حين بدأ تحقيق 'الأمن والأممية الرابعة' في عام 1975.

ففي ظل موجة الحرب الأهلية الاستباقية المضادة للثورة المعروفة باسم الإرهاب العظيم ، قضى ستالين والطبقة البيروقراطية الذين  خنقوا الدولة العمالية في الاتحاد السوفيتي على أجيال من الشيوعيين. قتل الآلاف من أنصار المعارضة اليسارية والأممية الرابعة. وامتدت أنشطة الغيبو إلى ما وراء حدود الاتحاد السوفيتي.

تفاقم الضرر الناجم عن هذه الجريمة الكبرى من خلال حقيقة أنه على مدار 35 عاماً أي قرابة نصف الفترة بين الاغتيال واليوم ،لم يُعرف أي شيء تقريباً عن كيفية تنفيذ الغيبو  خطة قتل تروتسكي. لم يُعرف الاسم الحقيقي للقاتل على الملأ حتى عام 1949 أو 1950 نتيجة تحقيق أجراه عالم الجريمة المكسيكي ألفونسو كيروز كوارون.

وفي مايو 1975 ، أطلقت اللجنة الدولية للأممية الرابعة (ICFI) مبادرة سُميت'الأمن والأممية الرابعة' ،والتي سعت إلى تسليط الضوء على العملاء في الأممية الرابعة ، في الماضي والحاضر.

ما كان متضمناً في التحقيق كان مذهلاً: قدر هائل من العمل الاستقصائي عبر عدة قارات ، ومئات الساعات من المقابلات وآلاف الصفحات من الوثائق التاريخية. لأول مرة ، كان هناك تحقيق منهجي في تسلل عملاء الغيبو والحكومة الأمريكية إلى الحركة التروتسكية.

لم تخف اللجنة الدولية للأممية الرابعة من صرخات وصيحات التحريفيين. يمكن أن يطلقوا على اللجنة الدولية صفة النزعة الطائفية  و الإصابة 'بجنون العظمة' حتى يتحول لونهم إلى اللون الأزرق. فباستخدام هذه التسميات ، هاجموا في الواقع نضال اللجنة الدولية للأممية الرابعة من أجل المبادئ الثورية ، والاهتمام بالانضباط واليقظة والأمن في صفوفها.

لم يمثل الأمن والأممية الرابعة أقل من استعادة الاستمرارية التاريخية الكاملة للبلشفية من خلال الأممية الرابعة واللجنة الدولية من قبضة الثورة المضادة والتزييف الستاليني الشرير.

كل الأكاذيب والتشويهات والجرائم التي ارتكبتها الستالينية ضد التروتسكية ، ضد التجسيد السياسي للنضال من أجل عالم أكتوبر ؛ كل الأعمال الوحشية التي ارتكبت من أجل إرباك وتشويش  أجيال العمال حول التاريخ الحقيقي لثورة أكتوبر ودور تروتسكي ، كل هذا تعرض لضربة لن تتعافى منها الستالينية وجميع أجساد الثورة المضادة الإمبريالية.

لهذا السبب يجب أن يعمل حرس الشباب البلشفي اللينيني للتغلب على قمع الحقيقة حول جرائم الستالينية ، وضد القمع و تشويه الحقائق وتكريس الأكاذيب ، أي كل ما يخفي مدى المؤامرة الستالينية. وبدون النضال من أجل الحقيقة التاريخية ، من المستحيل إنشاء منظمة منضبطة ، مدركة لأهدافها ومهامها ، قادرة ليس فقط على تنفيذ الثورة الاشتراكية ، ولكن نشرها عبر الساحة الدولية.

في هذا الصدد ، ندافع عن الحقيقة حول تحليل وتوصيف شخصية تروتسكي وأنشطته وأنشطة الأممية الرابعة ، ونعرب عن تضامننا الحقيقي مع التحقيق الذي أجرته اللجنة الدولية للأممية الرابعة قبل ما يقرب من 50 عاماً ، ولكن مع الحفاظ على القرائن وبالتالي ، فإن أهمية الموضوع اليوم تتطلب دراسة جادة من قبل كل تروتسكي وعامل واع.

إن معالم في تاريخ الأممية الرابعة على مدار الأربعين عاماً الماضية ، بما في ذلك الانشقاق عن حزب العمال الثوري (WRP) في بريطانيا ، وتأسيس أحزاب المساواة الاشتراكية وإطلاق موقع الاشتراكية العالمية ، وتحليل أزمة النظام الإمبريالي العالمي نفذت من قبل قادة صُقلوا على وجه الخصوص ، بفضل تجربة الأمن والأممية الرابعة.

ستتبع منظمتنا اللجنة الدولية ، مستندة إلى خبرتها المتقدمة ، والتي بفضلها ستتمكن الطبقة العاملة في نهاية المطاف من حل أكبر أزمة في عصرنا: أزمة القيادة الثورية.

يسعى حرس شباب البلاشفة اللينينيين جاهداً للمساعدة في حل هذه الأزمة من خلال أنشطته التي تهدف إلى إنشاء فرع للجنة الدولية في روسيا وربما في جميع أنحاء الاتحاد السوفياتي السابق.

لا ضربة جلاد ستالين ، ولا فيضان الأكاذيب والتزوير ، ولا مراجعة إرث تروتسكي الحي والحارق ، قد دفعت بقضيته الكبرى إلى القبر أو قللت من أتباعه الحقيقيين.

وبغض النظر عن عدد تيارات الأكاذيب والتزوير اللانهائية التي تُسكب على الاسم الصادق لليف دافيدوفيتش تروتسكي ، فإنها لا تستطيع التقليل أو تدمير الحقيقة حول رجل ،  آمن وعاش القضية التي من أجلها حتى آخر دقات قلبه و كرس حياته الواعية بالكامل حتى النهاية لصالح القضية.

بغض النظر عن مدى قراءة الجيل الحديث لأعمال لينين وتروتسكي من منظور ستالين ، و بغض النظر عن مدى تصديقه للأكاذيب الستالينية ووضع المزيج الستاليني فوق الحقيقة ، لا يمكن إخماد الحقيقة: بدءاً من لترات من الحبر وانتهاءً بالدم المقدس. ستصبح الحقيقة أكثر سخونة وإشراقاً من وميض المغنيسيوم ، وستصبح نجماً هادياً فوق السماوات الأرضية لأولئك الذين يريدون القتال والقتال في ظلها من أجل انتصار الشيوعية ، من أجل انتصار الحرية الحقيقية والحقيقة ، والذهاب بجرأة أبعد وأكثر نحو ذلك الهدف الذي حارب من أجله ومات تروتسكي  الثوري العظيم ، زعيم البروليتاريا والشهيد من أجل قضيته!

Loading